Home Districtرسالة الأخ الزائر فادي صفير لعيد الميلاد كانون الأول 2022  
رسالة الأخ الزائر فادي صفير لعيد الميلاد كانون الأول 2022  

رسالة الأخ الزائر فادي صفير لعيد الميلاد كانون الأول 2022  

“الخميرة في العجين”

أيُّها الإخوة الأعزّاء، أعزّائي اللساليّين،

عيدُ الميلاد هو عيدُ النور الآتي إلى هذا العالم.

المجيء هو وقتُ التحضير للترحيب بالنور الذي يأتي ليبدّد ظلام العالم. في تأمّله الخاصّ بموسم المجيء يذكّرنا القدّيس يوحنا دلاسال أنه إذا أردنا عيش عيد الميلاد، يجب أن ندعو الرب ونسمح لهُ بأن يسود على قلوبنا.

من جهته، يواصل البابا فرنسيس حثّنا على الوصول إلى “الأطراف” الجغرافيّة والوجوديّة في الوقت نفسه أيضًا “. علاوةً على ذلك، الاقتراب من الأطراف هو إحدى توصيات المجمع العامّ الأخير الذي عُقدَ في روما في أيار 2022.

نحن مدعوّون لنفتحَ أعيننا، حيثُ اللامبالاة والألم والظلم،

والجهل والازدراء والمرض، أي حيث تتمركّز كلّ أنواع البؤس. ونحن كذلك مدعوون إلى إعادة النظر في أهمية الروابط التي تجمعُ مجتمعنا اللساليّ بأفراد المجتمع الذين يعرفون المعاناة: المدارس ودور المسنين والمستشفيات، وكذلك دور الرعاية، مع إعطاء الأولوية للمكان الذي نعيش فيه ونعمل فيه.

يحثّنا البابا فرانسيس أيضًا على اعتبار العالم الذي تتحكّم فيه “العولمة و

الرقميّة “:” لا تخافوا من الانطلاق حاملين المسيح الى كلّ بيئة، إلى

الأطراف الوجوديّة، وأيضًا الى أولئك الذين يبدونَ بعيدينَ او لا مبالين “. من خلال ندائِه هذا، يذكّرنا البابا فرنسيس بأساس إيماننا، الإيمان بالمسيح الحيّ الآتي في هذا الوقت للقاء كلّ رجل وكلّ امرأة ولتغيير المجتمع. ويضيف: “أُفضّلُ ألفَ مرّة كنيسةً محطّمة على كنيسةٍ مريضة”. نعم، أكثر من أيّ وقت مضى، في زمنِ المجيء هذا، يدعونا الله أن نجرؤَ على المخاطرة بالإصغاءِ إليه، وبوضعِ أنفسنا في مدرستِه، وفي خدمتِه.

تسألنا رهبانيّتنا: “أينَ أخوك؟ (Gn4، 9). نحنُ نجيب على هذا في كلّ مرّة من خلالِ اختيارِنا الخروج من أنفسِنا للذهاب إلى لقاءٍ مع الآخرين، وخاصّةً الأكثرَ ضعفاً بينَ أولئِكَ المُوكَلينَ إلينا.

أن تجرؤَ على أن تخطو نحو شخصٍ ضعيفٍ هو أن تفتحَ قلبكَ للنور،

وأن تُساعدَ الإنسان ليتعرّف على قيمتِه الخاصّة ومدى قدرتِه على العطاء، وهيَ كذلكَ أن تشهدَ أمامَهُ عن نورِ إلهٍ لهُ قلبٌ يحسُّ بألمِ البشر.

طوبى لمن اختارَ أن يسيرَ مع المُعوزينَ ويقيمَ معهُم عهداً.

 طوبى لمن يُرشدُ الآخرينَ الى الطريقِ المؤدّي إلى الفقراء فإنّ

النورَ ينبثقُ من قلبِه. إنّ اللساليّن مدعوّونَ ليكونوا شهودًا على ثقافةِ الأُخوّة التي تُظهرُ أنّ “النور” موجودٌ في المحبّة، لا في القوّة، ولا في الممتلكات. فلنكُن مُخلصينَ لهذا التراثِ اللّسالي الذي يحرّرُ من الجهلِ من خلال تبشير الشباب وخاصّةً الفقراء بالإنجيل.

نحنُ نعيشُ أوقاتاً صعبة ونحتاجُ إلى شهودٍ حقيقيّين للأُخُوّةِ والسلام.

نرجو أن تنيرَ الصلاةُ خطواتنا لنفتحَ مساراتٍ جديدةً في غابةِ هذا العالم.

عسى أن تجعل منّا مسيرتُنا نحو عيدِ الميلاد “خميرةً في العجين”.

فليحمِل عيدُ الميلادِ النورَ والسلامَ والفرحَ للجميع.

كانون الأول 2022

                                                         الأخ الزائر، فادي صفير