Home EgypteDiscours du Frère Georges Absi, Supérieur du Collège De La Salle et Coordinateur FEC en Egypte lors du Jubilé des 125 ans.
Discours du Frère Georges Absi, Supérieur du Collège De La Salle et Coordinateur FEC en Egypte lors du Jubilé des 125 ans.

Discours du Frère Georges Absi, Supérieur du Collège De La Salle et Coordinateur FEC en Egypte lors du Jubilé des 125 ans.

Dear Brother Armin Luistro, Superior General

Cher Frère Habib Zraibi, Visiteur du District du Proche-Orient

السيد المهندس/ إبراهيم محلب – رئيس وزراء مصر الأسابق ومساعد رئيس الجمهورية – خريج المدرسة

السيد المهندس طارق الملا – وزير البترول والثروة المعدنية – خريج المدرسة

الأستاذة الدكتورة/ نيفين الكباج – وزيرة التضامن الاجتماعي

Son Excellence M. Eric Chevallier, Ambassadeur de France en Égypte

الحضور الكرام،

  نرحب بكم ونشكُركم جميعاً على مشاركتِكم لنا في هذا اليوم. ونود أن نرحب بصفةٍ خاصة بالأخ الفرير/ أرمين لويسترو – الرئيس العام لرهبانة الفرير والمدارس اللاسالية المنتشرة في ثمانين دولة، والذي كان خلال ستة سنوات وزيرا للتربية والتعليم في بلاده الأصلية الفلبين.

 Welcome Brother Armin

إنها لحظات لا تنسى… تلك التى نحتفل فيها اليوم بمرور مائةٍ وخمسةٍ وعشرين عاماً على إنشاء مدرستنا. نعم ففي سنة 1898 ألف وثمانمائة وثمانية وتسعين شرع الأخوة الفرير الفرنسيون القادمون إلى بلادنا في العمل من أجل إنشاء هذه المدرسة، فكانت البداية في الدور الأرضي بعمارةٍ بشارع صبري هنا بحي الظاهر، وسريعا ما قاموا بشراء قطعة أرض بشارع بركة الرطل لبناء مدرسة سان نيقولا المجانية ثم مدرسة دي لاسال.

مائة وخمسة وعشرون عاما عمل خلالها الأخوة الفرير والمربون اللاساليون بسخاء لتقديم أفضل خدمة في التربية والتعليم.

مائة وخمسة وعشرون عاما تردد خلالها شباب مستقبل مصر على هذا المبنى الموجود أمامكم، الجميل في شكلِه وفي تصميمِه،

وطوال هذه الفترة وبالرغم من بعض الصعوبات، تقبل الأخوة الفرير التحديات – وهم ليسوا مصريين ولكنهم أحبوا مصر – وظلوا مؤمنين برسالتهم… فقاموا بمواصلة مشروع بناء مدرسة دي لاسال لتكبر وتتجمل. ففي سنة 1956 ألف وتسعمائة وستة وخمسين تم إنشاء مبانٍ جديدةٍ تكمل المبنى الأصلي.

لكننا لا نهتم فقط بالشكل الجمالي للمبنى، فرسالتنا رسالة تربية، تبني الإنسان من الداخل وهذا هو الأهم… أي تربية الطالب علي القيم والفضيلة واحترام الآخر ومحبة أخيه وخدمة المحتاجين… كما أننا نعمل على تقديم خدمة تعليمية ممتازة تؤهل الطالب لمواجهة تحديات المستقبل…. كما أن اهتمامنا بتعليم اللغات نابع من إيماننا بأن اللغة تفتح أبوابا عديدة للطالب وتوسع مداركه كما أنها تستطيع بث ورؤى متنوعة في نفوس أبنائنا. كما تحرص المدرسة على اشتراك التلاميذ في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية لأهميتها في تكوين الإنسان. فهذه هي رسالتنا، وهذا هو هدفنا الدائم والأسمى من صفوف الحضانة إلى السنوات النهائية بهذا المعهد العريق.

وفي سنة 1991 ألف وتسعمائة وواحد وتسعين افتتحت المدرسة قسم “نحو حياة أفضل” لرعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه المبادرة ما هي إلا استجابة لتعاليم مؤسسنا القديس يوحنا دي لاسال الذي أوصانا بالاهتمام بالأكثر احتياجا، نفتح لهؤلاء الأطفال ذوي الهمم قلوبَنا، نتعهّد تربيتـَهم، نخدمُهم، نحبّـُهم، معلنين بذلك ما لكلِّ كائن حيّ من كـرامـة، خاصّة في عيون الربّ.

مائة وخمسة وعشرون عاماً، مدة طويلة: قرن وربع القرن… اختلفت فيها الظروف السياسية والاقتصادية في البلاد، أجريت بعض التعديلات داخل جدران المدرسة، أضيفت فصول، أزيلت بعض الحوائط، تحول الفناء من فناء ترابي إلى بلاط ثم إلى النجيل الاصطناعي، تغيرت وسائل التدريس داخل الصفوف خاصة بعد إدخال الوسائل التكنولوجية الحديثة… فتساءلت ما هي الثوابت في هذه المدرسة؟

الثابت ما هو مدون على هذه اللافتات الكبيرة خلفنا ألا وهي ال ADN اللاسالي أو DNA اللاسالي… وكما تعلمون فإن الحمض النووي هو الذي يعمل على إنشاء وتشفير ثم تخزين المعلومات الخاصة بكل خليةٍ لكلِ كائنٍ حي. هذا هو الذي لم يتغير ولن يتغير عبر السنوات، هذا هو الثابت في مدارسنا وهو يعبر بصورةٍ حقيقيةٍ عن معدن الطالب اللاسالى بل ويشف عن حزمة المبادئ والقيم والأهداف التي تمر عبر الزمن وتنتقل من جيل لجيل… فذلك الحمض النووي الموجود في كل لاسالى يكاد ينطق ظاهرا جليا في سلوك اللاساليين يشع وينتشر ويبدو في نجاح وتصرفات ومواقف وأسلوب تعامل …قد يبدو في إنسان ناجح متواضع خدوم لكل من حوله …في النهاية فذلك الحمض النووي اللاسالى بماهيته وأفكاره سيظل ينتقل من بذرة إلى بذرة ومن جيل لجيل.

ولكن علينا ألا نتوقف على ما حققه أسلافنا بل يجب أن نتجه إلى المستقبل، ونعمل كلنا – إدارة ومدرسين ومدرسات وإداريين وخريجين وطلاب – بكل جهد على رفع شأن معهدنا الحبيب وعلى تقديم أفضل خدمة تربوية لأبنائنا الطلاب.

وأريد اليوم أن أشكر المدرسين والمدرسات السابقين والحالين وجميع العاملين في المدرسة على مجهوداتهم. وإن كانت مدرستنا اللاسالية قامة حتى اليوم ورسالتها مستمرة، فهي بفعل عطاهم المستمر، وهي أيضا بفضل الشراكة بين الأخوة الفرير والعلمانيين… فالجميع هنا فى هذه القلعة العظيمة يدرك الرسالة السامية التى نعمل من أجلها… رسالة وضع أساساتها القديس يوحنا دى لاسال.

ولا يفوتنا فى هذا اليوم أن نتقدم بخالص التحية والترحاب لخريجي المدرسة الذين أتوا لبيتهم الثاني دي لاسال ليشاركونا الاحتفال بهذه المناسبة…. وأقول لهم حضوركم اليوم يدل على انتمائكم للمدرسة…. وما حققتموه في المجتمع من مراكز مرموقة خير دليل علي قدرة المدرسة على صناعة أجيال ما زلنا وسنظل نفتخر بها…

وفي النهاية، ونحن لدينا خبرات المائة وخمسة وعشرين عاما التي مضت على هذا الصرح العريق لا يسعنا إلا أن نمضي قدما إلى الأمام لنكمل مسيرتنا بالرغم من التحديات العديدة والتغيرات الكثيرة التي تحدث فى المجتمعات. وسنظل على العهد من أجل مستقبل أفضل لوطننا الغالي مصر.

نشكركم جميعا على حضوركم هذا الحفل الذي أردناه حفلا مدرسيا يقدم معظم فقراته طلاب المدرسة.

وستظل الأعوام تمر، وتتوالى الأجيال… ولكن سيبقي اسم دي لاسال عاليا خفاقا… ومن أفضل إلى الأفضل… عاشت مدرستنا، عاشت مبادئنا ورسالتنا…. عاشت دي لاسال.